مشكلة تواصل

العقم القادم في التواصل

السابع والعشرون من يناير، عام الاستدامة 2025

اكتشفتُ مؤخرًا أننا على أعتاب أزمة حقيقية تتعلّق بالتواصل، قد تُسمّى “العقم القادم في التواصل”.
فوسط الزخم الرقمي الهائل، والاندفاع نحو الرائج أو ما يُسمّى بالتريند، أصبحنا اليوم ننساقُ خلف صيحات لا تجمعنا إلا للحظات عابرة، ثم تُفرّقنا من جديد.

إنّ الهيام بالوصول إلى أكبر عددٍ من الناس قد أفقدنا التواصل الحقيقي مع عملائنا الأوفياء، فعندما نوجّه كل طاقاتنا نحو جلب زبائن عابرين، نُهمل أولئك الذين اعتمدوا علينا سابقًا ووثقوا بنا.
هذا إن دلّ على شيء، فإنّه يدلّ على غياب مبدأ الاستدامة، وانعدام الرؤية طويلة الأمد في إستراتيجيتنا.

في هذا العام، عام 2025 الذي أصفه بـعام الاستدامة، نحن بحاجة ماسّة لتحسين مهارات التواصل لدينا.
لا أقصد هنا التواصل المجرّد أو العابر، بل التواصل المتجرّد من الانحياز للعواطف اللحظية والتوجهات المؤقتة.
إنّنا في أمسّ الحاجة لتحديد هدفٍ واضحٍ وثابت، ندعمُه ونكرّس جهودنا لتحقيقه دون تشتّت.
علينا أن نختار مسارًا واحدًا نعمل عليه ونستمرّ فيه بإصرار، إلى أن نصل أو نعرف سبب إخفاقنا، ثم نتعلّم منه ونجرّب من جديد.

إذا تأمّلنا مشاريعنا أو علامتنا التجارية في الفترة الأخيرة، سنجد أنّ أوّل العقبات التي تلوح في الأفق هي “مشكلة التواصل“، وهذه المشكلة لا تعني ضعف لغتنا أو مفرداتنا فحسب، بل تكمن في الطريقة التي نخاطب بها عملاءنا، وفي الأسلوب الذي نتفاعل به مع احتياجاتهم ومشاعرهم.

1. مراجعة لغة التواصل:
• هل لغتنا موجّهة لهم فعلًا، أم موجّهة لإثبات تميّزنا أمام منافسينا أو لجذب متابعين جدد فقط؟
• هل نستخدم لغة بسيطة وقريبة من عميلنا، أم لغة إنشائية معقّدة تُشعره بأنه غير معنيّ حقًا؟

2. أسلوب التواصل:
• نحن نُركّز على الرائج (التريند)، دون تفكير في بناء علاقة طويلة الأمد مع العميل.
• قد تقتصر رسالتنا على عبارات ترويجية جوفاء، فتضيع قيمة الخدمة أو المنتج وسط الضجيج.

3. تكريس مبدأ الاستدامة:
• الاستدامة ليست مجرد المحافظة على البيئة أو الموارد الطبيعية، بل هي استراتيجية تُبنى على التفاعل الحقيقي مع العميل والوفاء بمتطلباته على المدى الطويل.
• فلا يتحقق النمو الحقيقي لمشروع أو علامة تجارية ما لم تحافظ على ثبات الرؤية، وتتتبّع تطلّعات عميلك وتنمو معه خطوة بخطوة.

4. اختيار مسار واحد:
• إنّ السعي خلف أكثر من اتجاه في آنٍ واحد يشبه محاولة تعلّم لغات متعددة في وقت واحد من دون أساس متين، فتكاد لا تتقن أيًّا منها.
• كذلك يشتّت تعدد المسارات فريق العمل وموارده، فيضعف الأداء العام ونخسر ثقة العميل.

إنّنا نحتاج إلى وقفة حقيقية لمراجعة أهدافنا وحُلمنا الذي نريد تحقيقه من خلال هذا العام. قد يكون “التريند” مغريًا مثل “تفاحة آدم”، ويسمح بوصول سريع إلى مئات وربما آلاف من الزبائن الجدد، لكنّه لن يضمن استدامة نموّنا وتطوّرنا.
فقبل أن نلهث وراء الجديد والعابر، علينا أن نضمن رعاية العلاقة مع عملائنا القدامى والحرص على التواصل الفعّال والمستمر معهم.

“التواصل الحقيقي ليس عدد الكلمات التي نلقيها، بل الأثر الذي تبقى عليه علاقة العميل بعلامتنا التجارية.”

هل أنت الشخص المناسب لإدارة مشروعك؟

“أحيانًا، يكون تسليم إدارة المشروع لشخص آخر هو القرار الأفضل لنجاحه.”

لدي صديق كان يحلم منذ صغره بأن يصبح مهندسًا معماريًا، لكن الضغوط العائلية دفعته للتركيز على الدراسات الدينية بدلًا من تحقيق حلمه. عائلته، كغيرها من العائلات التي تسعى للحفاظ على تقاليد معينة، رغبت أن يكون ابنها جزءًا من تلك السلسلة المهيمنة في مجال معين. اليوم، يندب صديقي حظه، معتقدًا أن قرارات والديه حسمت مستقبله.
هذا الموقف يشبه تمامًا الطريقة التي يدير بها بعض أصحاب المشاريع أعمالهم. يعاملون مشاريعهم كما يعاملون أبنائهم، يفرضون عليها استراتيجيات لا تتناسب معها لأنهم يعتقدون أنها “الطريقة الصحيحة”. يقومون بتمويلات غير منطقية أو يسحبون من الكاش للمصاريف الشخصية، مستخدمين العبارة الشهيرة “أنا صاحب الحلال”. هذه العبارة كانت سببًا في إغلاق مئات المشاريع خلال السنوات الخمس الماضية.

الإدارة الفعّالة تبدأ بالفهم

إن إدارة مشروع تشبه كثيرًا تربية طفل. يجب أن نمنحه الحرية ليتطور، والبيئة التي تمكّنه من النمو بشكل سليم. عندما نرغب في فرض أساليبنا القديمة على مشروع جديد، نمنع عنه الابتكار والإبداع. للأسف، الكثير من أصحاب المشاريع يتجاهلون أهمية فهم التفاصيل اليومية لعمل المشروع واحتياجاته. كل مشروع له شخصيته الخاصة، والتي يجب أن تتناسب مع السوق والجمهور المستهدف.

“أنا صاحب الحلال” ليست استراتيجية

للأسف، الكثير من أصحاب المشاريع يرتكبون نفس الخطأ. يتعاملون مع المشروع كما لو كان امتدادًا لرغباتهم الشخصية دون النظر إلى احتياجاته الفعلية أو إلى أفضل السبل لتطويره. يقومون بفرض استراتيجيات لا تتناسب مع الواقع أو التوجه العام للسوق، معتقدين أن رؤيتهم وحدها كافية لتحقيق النجاح. ومع مرور الوقت، يجدون أنفسهم في موقف صعب، إذ تتدهور أوضاع المشروع بسبب القرارات العشوائية.

التخلي عن الإدارة لأجل النجاح

بدلاً من إدارة المشروع بأنفسهم، يجب على أصحاب الأعمال أن يدركوا أهمية تسليم إدارة المشروع لشخص مختص لديه الخبرة والكفاءة. إدارة المشاريع ليست مجرد تنفيذ للرؤية، بل هي القدرة على التعامل مع التفاصيل اليومية والتحديات التي تواجه المشروع. الإداري الناجح يمكنه تحويل رؤية صاحب المشروع إلى واقع، ويعرف كيف يتكيف مع تغيرات السوق ويحقق أفضل النتائج.

ختامًا

مثلما كان بإمكان صديقي أن يغير مساره المهني لو اتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، كذلك أنت، كصاحب مشروع، تملك القدرة على توجيه مشروعك نحو النجاح إذا كنت مستعدًا لاتخاذ القرار الجريء بالتخلي عن الإدارة المباشرة. ليس عليك أن تكون مثاليًا، لكن عليك أن تكون متعلمًا، مرنًا، وقادرًا على الاستماع والتكيف. فهمك لمشروعك لا يعني بالضرورة أنك الشخص الأنسب لإدارته. الإداري الجيد هو الذي يعرف متى يسلم القيادة لتحقيق النجاح.

مع ذلك، يظل دورك كصاحب المشروع مهمًا، إذ يمكنك أن تكون داعمًا كبيرًا عن بُعد. تقديم التوجيهات المناسبة دون إجبار، والدعم بالعلاقات، وتذليل العقبات هو ما سيساهم في تحقيق رؤيتك بنجاح، حتى إن لم تكن أنت من يدير المشروع بشكل يومي.

في حب العميل

21 أغسطس 2024

“العشاق دائماً يهتمون بأدق التفاصيل.”

عند بدء التخطيط لمشروعك، يجب أن تحدد فئتك المستهدفة بدقة. هذا التحديد سيكون أحد الركائز الأساسية لنجاح مشروعك، لذا عليك أن تكون على دراية تامة بكافة التحديات التي قد تواجهك أثناء عملية الاستهداف، وأن تكون مستعداً لمواجهتها.

استهداف الإنسان هو عملية معقدة وسهلة في آنٍ واحد. فبينما يبدو هذا الكائن العاطفي متقلباً وضعيفاً أمام رغباته وشهواته، يكمن التحدي في جعل منتجك أحد تلك الرغبات. ولكن، لا تكتفِ بذلك فقط، بل اعمل على تحويل هذه الرغبة إلى عادة. إذا لم تصبح رغبة العميل في منتجك عادةً، لن تتمكن من الحفاظ على ولائه، خاصةً في ظل تعدد الخيارات المتاحة في السوق. أنت لست الوحيد الذي يستهدفه.

احذر من الانجراف نحو استهداف فئات أخرى من العملاء فقط لأنك تراها سهلة المنال. ركز على هدفك الأساسي وعمِّق استراتيجيتك فيه. حسّن من خطابك لعملائك باستمرار، وراقب ردود أفعالهم بعناية. من الأساليب التي أعتمدها في تحسين لغة الخطاب لأي علامة تجارية هي تتبع المتفاعلين معها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بحثاً عن القواسم المشتركة بينهم، مما يمكنني من رسم شخصية واضحة تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.

“في الحقيقة، لن تتمكن من فهم عميلك والتواصل معه بفعالية إلا إذا راقبته كما يراقب العاشق محبوبه.”

توازن … لاتعطي أكثر أو أقل

الفصل الثالث: توازن لاتعطي أكثر أو أقل
السادس من ديسمبر، عام التصفية

رسالة:

“لقد قصرتُ كثيرًا في الكتابة هذا العام والعام الذي سبقه؛ لكوني غرقت في تجارب مهنية متنوعة ساهمت بتوفيق الله في تطوير مهاراتي بشكل ملحوظ.
كما أن هذين العامين تطلبا مني الكثير من التركيز، مما جعل رغبتي في الابتعاد عن الأضواء تتضاعف، وجعل الوقوف في الميدان لمواجهة هذه المرحلة أمرًا إلزامياً 

حتى نغادر هذا العام ونكون أكثر كفاءة في العام القادم يجب ان نكون على علم:

أن التوازن في العطاء أمر ضروري جداً لاستدامة أي علاقة، لذلك عليك البدء بمراجعة حساباتك من الآن لتعمل بتوازن؛ لأن مبالغتك في تقديم كُل شيء في البداية هو سبب خسارتك في النهاية.

إن جُل مايفسد العلاقات الشخصية هو ارتفاع مقاييس الأداء، فكل طرف يبذل مجهوداً كبيراً لإثبات أنه الأكثر كفاءة وقدرة على إدارة العلاقة أو إنجاحها ، بينما في بعض الأوقات قد يمر بظروف استثنائية تجعله لا يستطيع أن يحقق 25٪ من توقعات الطرف الآخر، مما يؤثر سلباً على التقييم العام ويخلق تراكمات سلبية قد تكون سبباً رئيسياً في إنهاء هذه العلاقة.

و هذا مايحدث مع أصحاب العلامات التجارية التي تعمل على إبهار العميل منذ اليوم الأول، حيث ترفع سقف توقعاته إلى مستوى خدمة مميز، وجودة منتجات عالية جداً فوق الحد المعقول، وتغليف فاخر.
وبعد أن تبني له صرح التوقعات العالي، تفتح ناظره على مستوى جديد كلياً لم يكن يتوقعه.
و بعد فترة وجيزة تبدأ في رحلة البحث عن حلول لتقليل التكلفة، حيث أن حجم الطلب لايغطي التكلفة الإجمالية للتشغيل، وهذا بسبب عدة عوامل من أبرزها “عدم دراسة حاجة العميل بشكل صحيح منذ البدية”

إن دراسة حاجة العميل بشكل صحيح قبل البدء في أي خطوة، هي مفتاح بناء علاقة جيدة بمستوى جيد من التوقعات قابلة للتطور والتأثير على المدى البعيد.

في الختام:
أنت بحاجة إلى الانصات بشكل جيد إلى الطرف الآخر،
لتفهم تفاصيل احتياجاته ومدى قدرتك على تقديمها له، فلربما أنت تقدم له أكثر مما يحتاج وأكبر من قدرته على التحمل.

الجميع لديه أفكار .. لكن؟

الفصل الثاني: الجميع لديه أفكار .. لكن؟

التاسع عشر من يونيو، عام النمو

“الفكرة ليست الا بذرة ينموا من داخلها المشروع فإذا لم تكن مستعدًا للبدء .. لا تفكر.”

عندما بدأت عام 2006 العمل في مجال انتاج المسلسلات كنت غالبًا ما أشارك أصدقائي في المنتديات آنذاك كواليس العمل ولقطات عابرة مع الممثلين وحصريات الأعمال ..الخ، لكنني لم أكن مهتمًا لنمطية الشهرة وان أكون معروفًا لدى عدد كبير من الأشخاص نظرًا لمعاناة زملائي معها ودائمًا ما تكون هناك لحظات اتحدث مع احدهم فيشكو من وحدته ومدى معرفته بأن نسبة كبيرة ممن حوله لا يرافقونه الا لأنه او انها النجمة المعروفة فكنت دائمًا اركز على ان أبتعد عن الأضواء إلى ان ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة بداية من فيس بوك وتويتر فكانت هي جسر معرفة أصدقاء أصدقائي بي فأصبحت اتلقى الكثير من الدعوات للعشاء او “كاس من أتاي” أو “فنجان قهوة” ليقوم الداعي بإلقاء كم هائل من الأسئلة حول عملي وكيف وصلت له وعن طموحاته ويكشف عن مواهبه في الكتابة وبعض التعابير في وجهه وانه يرى بأنه ممثل بارع في بعض الشخصيات .. كم كانت مملة تلك اللقاءات حضرت المئات منها على مدار سنوات، كنت ابحث عن الفرصة للبعض والآخرين اتهرب منهم لدرجة لم أكن احمل رقم هاتف واحد لأكثر من شهرين.

كما هو الحال الآن مع قطاع الأعمال فبعد تجربتي مع محبين النجومية أجد الآن في قطاع الأعمال نفس الأشخاص الذين يحملون الأفكار والطموحات لبناء متاجر إلكترونية كأمازون أو مقاهي كـ ستاربكس أو مطاعم وجبات سريعة تنافس برجر الدجاج الذي يعده برجر كنج او ماكدونالدز، ان الطموح جميل لكنه لا يكفي وحده، العمل على انشاء علامة تجارية ناجحة يتطلب ان تبدأ وان تدرس كل الجوانب الفنية والمالية للمشروع يتطلب الكثير من الجهد والعلاقات، الكثير من الوقت لا تخدعك تلك الحسابات التي تدعوك الى ترك وظيفتك وبدء مشروعك الخاص ويديرها شخص يعمل مغتربًا في دولة ما يحلم بأن يترك وظيفته ويكون ثريًا.

إذا اردت ان تبدأ عملك الخاص يجب ان تراعي الكثير من العواقب لأن المشروع يحتاج لعناية ورعاية وصبر وتحمل وليس أداة من أدوات الشهرة، او استثمر في مشروع قائم فالنجاح ليس أداة تصنعها الصين وتباع في علي بابا دوت كوم.

لا تفقد متعة الحياة

الفصل الثاني: لا تفقد متعة الحياة

التاسع من إبريل، عام النمو

” لا تطمح للحصول على كُل شيء مره واحده، دع مساحة للرغبة لديك حتى لا تفقد متعة العيش.”

الطالب يطمح للتخرج بسرعة البرق والحصول على وظيفة بأعلى أجر ممكن ليحصل على كُل ما لذ وطاب من جمال الحياة ويمتلك أفخم المساكن فيها وأرقى السيارات ويرتدي أفضل تصميمات الأزياء والأسماء التجارية الأخرى الثمينة فيخسر خلال ذلك الضغط على عقله بالعديد من العمليات والحسابات والإجراءات الغير مدروسة متعة العيش، فلم يصعد ذلك السلم ببطء، بل حاول القفز فكانت الخسارة مرة.

هذا ما يفعله الكثير من إدارات العلامات التجارية أثناء التخطيط لترويجها، تجدهم يخططون للحصول على الحصة السوقية الكاملة لمنتجهم او خدمتهم دون ان يقوموا بتجزئة حصة السوق الى شرائح، ثم يسعون إلى الحصول عليها بالتدريج وفق ما هو متعارف عليه في آلية استهداف العملاء حسب الشريحة السوقية، فيكون مصير تلك العلامة الهاوية مفتقدة متعة التطور والنمو فهي تساوي متعة العيش عند الإنسان.

اثناء عملك على خطتك التسويقية تأكد بأنك تخطط كجندي في معركة شرسة مع المنافسين من خلال الاستحواذ على أكبر كم من الرهائن ليكونوا موالين لعلامتك التجارية يدافعون عنها في كٌل مكان ويدعون الناس لموالاتها، تأكد بأنك تعمل وفق امكانياتك المالية والتشغيلية الصحيحة لتكون قادر على تحقيق هدفك بدقة دون المراهنة على قوة امكانيتك المالية او التشغيلية فقط.

لا تخدع نفسك فلا نجاح بلا سعي وصبر.

إيّاك والسقوط

الفصل الثاني: إيّاك والسقوط

الثامن والعشرون من يناير، عام النُمو

“الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون هي نفسها الشعرة الفاصلة بين الفشل والنجاح”

مِرارًا وتكرارًا نصحتُ صديقي أن يتوقف عن تبذير المال في التكاليف التسويقية وتوكيله لمن هم أكثر خبرة في وسائل استثماره فالناتج الجزئي من الحصة السوقية الذي يحصل عليه بناء على قرارات تسويقية خاطئة هو نفسه الناتج العائد عليه مستقبلًا بخسائر كبيره فالعميل الدائم أولى من الزبون المتغيّر وقراءة ذلك تحتاج إلى متخصصين يقضون الكثير من الوقت ويقومون بكثير من التجارب والقراءات للوصول الى نتائج تتحول الى قرارات تسويقية صحيحة مع تجنب الوقوع في فخ الضمانات فكونها صحيحة لا يعني ذلك نجاحها بنسبة 90% لكنها ستكون قرارات سليمة تؤدي الى إصابة نسبة كبيرة من الهدف التسويقي.

ان اتخاذك أي قرار تسويقي بناء على رأي شخصي منك سيسبب لك الكثير من المتاعب ليس اليوم انما بعد عدة سنوات فالبناء على أساس مهترئ ليس لهُ ضمانات قد يسقط في أي لحظة والقفزات الكبيرة تحتاج إلى المزيد من الوقت لتكون أقرب للثبات من السقوط فإيّاك إيّاك والسقوط.

وفقنا الله وإياكم.

كي لا تُنسى

الفصل الثاني: كي لا تُنسى

الثاني عشر من يناير، عام النُمو

إننا ننسى كُل شيء إلا ما نحب ونكره، ننسى الحوادث العابرة، الأماكن العابرة، كًل شيء عدا الذكريات السعيدة والحزينة، نحن نعجز عن نسيان ما لامس مشاعرنا سلبًا كان أو إيجابًا

ذات مره كنتُ أقدم بعض الاستشارات لأحد أصدقائي حول حملة ترويجية يعمل عليها، استهدفت تلك الحملة كُل شيء إلا مشاعر الزبائن المستهدفين، حيث افتقرت لروح العلامة التجارية؛ فبادرته السؤال

-ما هو شعورك اتجاه الحملة؟

– حملة ممتازة عملت عليها بجهد.

-ما نظرتك لها كمستهلك وليس كبائع هل تشعر بشيء؟

-:…!!

غالبًا ما نجد الحملات الترويجية التي تقوم بها فئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة لا يبقى لها أي أثر بعد أن تنتهي وذلك لأنها تمتلك مقومات كل شيء إلا النجاح.

 فهدفها الأول والأخير رفع المبيعات لفترة وبعد ذلك (ربك يحلها.(

يجب ان نستهدف شيئًا آخر غير جيب الزبون، شيء أكبر وأهم يعطينا عائد بيعي دائم وعلاقة طويلة الأمد ألا وهو قلب الزبون.

لنستهدف مشاعره، رغباته، اهتماماته، أفراحه، أحزانه، إنها المدخل الرئيسي لعلاقة وطيدة بين العلامة التجارية والزبون، لكن؛ لا نغفل عن كونها سلاح ذو حدين إن أجدت التعامل معها نجحت وإن اسأت التعامل معها ستتكبد خسارة فادحة قد تؤدي إلى بدأ العداد التنازلي لنهاية وجود علامتك التجارية.

إن مشاعر ورغبات الزبون هي دافعه الأول للإستجابة إلى رسالتك التسويقية التي قضيت سنوات تعمل على تعزيزها، وعندما يحصل على تجربة مميزة سيختار أن يكون عميلًا دائمًا وربما مدافعًا وكل ذلك رهن الإجراءات التسويقية الصحيحة التي تتخذها أنت، والتي تتضمن التواصل النصي، والبصري، والسمعي مع الزبون، وإن اسأت استخدامها ستحصل لامحالة على ردة فعل سيئة تؤدي إلى تراجع نسبة كبيرة من الزبائن الراغبين بالحصول على منتجك للوصول إلى شعور معين يبحثون عنه.

عزز علاقتك بعملائك، تواصل معهم دائمًا، تعرف على اهتماماتهم ورغباتهم، وأخيراً اعمل على تحقيقها بشكل يتناسب مع تطلعاتهم دون الخلط بينها وبين ما تؤمن به كي لا تكون عابر فتُنسى.

لا تتهم التسويق بالضعف

الفصل الأول: لا تتهم التسويق بالضعف

الثامن والعشرون من نوفمبر، عام كورونا

إذا لم تغذي التسويق جيدًا فلا تتهمه بالضعف

تعد سامسونج من أهم شركات الأجهزة الإلكترونية حيث وصل انفاقها في التسويق عام 2016 إلى 10 مليار دولار أي ما يعادل سبعة وثلاثون مليار وخمسمائة وثلاثة مليون وستمائة ألف ريال سعودي.

 لماذا تنفق شركة كبيرة مثل هذه الميزانيات الضخمة على التسويق والترويج لمنتجاتها؟

 بالرغم من كونها قادرة على إنتاج أجهزتها وعرضها في السوق معتمدة على اسمها وسمعتها فقط!

بكل بساطة يكمن السبب في أن الميزانيات تغذي التسويق.

وهو بدوره يذكر العميل باستمرار بأن هذه العلامة موجودة وقائمة في السوق وتقدم منتجات جديدة وابتكارية بشكل دائم.

سبق وحدثتكم عن صديقي الذي ينفق ميزانية تسويقية تقدر بـ خمسمائة ألف ريال سعودي ويتوسع بشكل رائع بناءً على أصداء التسويق، لقد اتصل بي بعد طرح موضوعي السابق “العمل ما بين الأسواق الناشئة والكبرى

ليخبرني بأنه يدرس الآن قرار رفع ميزانيته التسويقية إلى مليون ريال سعودي لعام 2021م ، وذلك نظرًا لتوسعه إلى عدة مناطق جديدة وبرغبته في أن أدير له هذه الميزانية، لكنني اخبرته بتفضيلي تقديم الإستشارة لأصدقائي عوضاً عن التعاقد معهم،

بعد الخوض في نقاشات حول أموره الإدارية لاحظت أنه بدأ يصحح الكثير من الثغرات التي تواجهه.

وهذا يبين لنا أثر التسويق وأهميته، لذلك عزيزي القارئ

إذا كنت ترغب في رفع مبيعاتك بشكل صحيح؛ قم بتغذية التسويق.

 أنا لا ألزمك برفع ميزانيتك وربط التسويق الجيد بضخامتها، لكل مشروع قدرة تحمل، فقد تقوم بتخصيص مائتي ألف ريال سعودي على التسويق وتعود لك النتائج سلبية، نظرًا لأن الطاقة التشغيلية لمشروعك لا تتناسب مع هذه الميزانية.

وتختلف فئات المشاريع بشكل كبير وما تقدمه من منتجات وخدمات لذلك؛ قم بدراسة مشروعك جيدًا وراجع أرقامك المستهدفة فعلًا وضع ميزانية حقيقية تتناسب مع ذلك. أما إذا كنت ترغب بدخل سنوي يفوق المليون ريال سعودي وتقوم بصرف ستة وثلاثون ألف ريال سعودي سنويًا على التسويق والترويج فلا تتهم التسويق بالضعف لأنهُ سيتهمك بالبخل.

لا تتجرد من نفسك لتُنافس

الفصل الأول: لا تتجرد من نفسك لتُنافس..

التاسع والعشرون من أكتوبر، عام كورونا

“لا يجدر بالمنافسة أن تجردك من نفسك لتكون انعكاس لمنافسيك.”

اعتدتُ في كل صباح الذهاب إلى أحد الأماكن التي أكرر زيارتها للعمل بها، واستفتح يومي بطلب كوب من القهوة أو المشروب المناسب لحالتي المزاجية حينها، هذا الصباح وعلى غير العادة التقيتُ بالصدفة بإحدى المستثمرات في قطاع الأغذية، وكانت تتصف بالخجل أو قد لا تكون خجولة بقدر ماهي كتومة جدًا حيث لا يكاد أحد يعرف من هي أو ما طبيعة عملها!

بعد التحية، بادرتني بالسؤال “لقد قرأت تغريدتك عن المنافسة، مالذي كنت ترمي إليه؟”

أجبتها “كنت أريد إيضاح فكرة أن المنافسة شبيهه بعلاقة الحب بين طرفين تبعُد بينهما المسافة وكل طرف يسعى لإبراز الجوانب المميزة لديه ليفرض وجوده في هذه العلاقة ويثبت اهتمامه باستمرارها” صمتت قليلًا ثم قالت: “لا أظن أنك أحسنت التشبيه فهذا أشبه بمنافسة طرف واحد لا أكثر بينما السوق مليء بالمنافسين”.

لم ينتهي الحوار عند ذلك الحد فلقد تعمقنا في الحديث عن المنافسة بشكل كبير وحللنا أبعادها ومن هم المنافسين بالفعل! أحب أن أبدأ صباحي بهذه الحوارات الشيقة فهي أشبه بتمارين رياضية للعقل (مالكم بالطويلة) إن اعتقادك بأن المنافسة تكمن في الإعلان عن العروض وقت انخفاض المبيعات، أو عمل مسابقات لزيادة عدد متابعي الحساب الخاص بك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو افتتاح فرع بالقرب من أحد منافسيك للحصول على حصته السوقية، يؤسفني إبلاغك بأنك تهدر وقتك و مالك ولا تستحق مكانك في السوق.

إن المنافسة لا تعني أن تكون مرآة منعكسة لمنافسيك، بل أن تكون ذاتك وتستمر في تحفيزك على العمل بجهد دائمًا وعلى حُب عميلك.

 وأن تهتم به وتكون بجانبه دائماً وليس بالشكل المزعج بل بشكل مبرر، وتقدم له الهدايا بمناسبة أو بدون مناسبة، وأن تستمع إليه وتقدم له كل ما يحتاج (على قدر تقبله) دون المبالغة في تصرفاتك، وأخيرًا وليس آخراَ لا تقرر احتياج عميلك وأنت لم تتعلم بعد كيف تُحبه.

المنافسة حب وفي قطاع الأعمال الحب = أرباح.