الجميع لديه أفكار .. لكن؟

الفصل الثاني: الجميع لديه أفكار .. لكن؟

التاسع عشر من يونيو، عام النمو

“الفكرة ليست الا بذرة ينموا من داخلها المشروع فإذا لم تكن مستعدًا للبدء .. لا تفكر.”

عندما بدأت عام 2006 العمل في مجال انتاج المسلسلات كنت غالبًا ما أشارك أصدقائي في المنتديات آنذاك كواليس العمل ولقطات عابرة مع الممثلين وحصريات الأعمال ..الخ، لكنني لم أكن مهتمًا لنمطية الشهرة وان أكون معروفًا لدى عدد كبير من الأشخاص نظرًا لمعاناة زملائي معها ودائمًا ما تكون هناك لحظات اتحدث مع احدهم فيشكو من وحدته ومدى معرفته بأن نسبة كبيرة ممن حوله لا يرافقونه الا لأنه او انها النجمة المعروفة فكنت دائمًا اركز على ان أبتعد عن الأضواء إلى ان ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة بداية من فيس بوك وتويتر فكانت هي جسر معرفة أصدقاء أصدقائي بي فأصبحت اتلقى الكثير من الدعوات للعشاء او “كاس من أتاي” أو “فنجان قهوة” ليقوم الداعي بإلقاء كم هائل من الأسئلة حول عملي وكيف وصلت له وعن طموحاته ويكشف عن مواهبه في الكتابة وبعض التعابير في وجهه وانه يرى بأنه ممثل بارع في بعض الشخصيات .. كم كانت مملة تلك اللقاءات حضرت المئات منها على مدار سنوات، كنت ابحث عن الفرصة للبعض والآخرين اتهرب منهم لدرجة لم أكن احمل رقم هاتف واحد لأكثر من شهرين.

كما هو الحال الآن مع قطاع الأعمال فبعد تجربتي مع محبين النجومية أجد الآن في قطاع الأعمال نفس الأشخاص الذين يحملون الأفكار والطموحات لبناء متاجر إلكترونية كأمازون أو مقاهي كـ ستاربكس أو مطاعم وجبات سريعة تنافس برجر الدجاج الذي يعده برجر كنج او ماكدونالدز، ان الطموح جميل لكنه لا يكفي وحده، العمل على انشاء علامة تجارية ناجحة يتطلب ان تبدأ وان تدرس كل الجوانب الفنية والمالية للمشروع يتطلب الكثير من الجهد والعلاقات، الكثير من الوقت لا تخدعك تلك الحسابات التي تدعوك الى ترك وظيفتك وبدء مشروعك الخاص ويديرها شخص يعمل مغتربًا في دولة ما يحلم بأن يترك وظيفته ويكون ثريًا.

إذا اردت ان تبدأ عملك الخاص يجب ان تراعي الكثير من العواقب لأن المشروع يحتاج لعناية ورعاية وصبر وتحمل وليس أداة من أدوات الشهرة، او استثمر في مشروع قائم فالنجاح ليس أداة تصنعها الصين وتباع في علي بابا دوت كوم.

لا تفقد متعة الحياة

الفصل الثاني: لا تفقد متعة الحياة

التاسع من إبريل، عام النمو

” لا تطمح للحصول على كُل شيء مره واحده، دع مساحة للرغبة لديك حتى لا تفقد متعة العيش.”

الطالب يطمح للتخرج بسرعة البرق والحصول على وظيفة بأعلى أجر ممكن ليحصل على كُل ما لذ وطاب من جمال الحياة ويمتلك أفخم المساكن فيها وأرقى السيارات ويرتدي أفضل تصميمات الأزياء والأسماء التجارية الأخرى الثمينة فيخسر خلال ذلك الضغط على عقله بالعديد من العمليات والحسابات والإجراءات الغير مدروسة متعة العيش، فلم يصعد ذلك السلم ببطء، بل حاول القفز فكانت الخسارة مرة.

هذا ما يفعله الكثير من إدارات العلامات التجارية أثناء التخطيط لترويجها، تجدهم يخططون للحصول على الحصة السوقية الكاملة لمنتجهم او خدمتهم دون ان يقوموا بتجزئة حصة السوق الى شرائح، ثم يسعون إلى الحصول عليها بالتدريج وفق ما هو متعارف عليه في آلية استهداف العملاء حسب الشريحة السوقية، فيكون مصير تلك العلامة الهاوية مفتقدة متعة التطور والنمو فهي تساوي متعة العيش عند الإنسان.

اثناء عملك على خطتك التسويقية تأكد بأنك تخطط كجندي في معركة شرسة مع المنافسين من خلال الاستحواذ على أكبر كم من الرهائن ليكونوا موالين لعلامتك التجارية يدافعون عنها في كٌل مكان ويدعون الناس لموالاتها، تأكد بأنك تعمل وفق امكانياتك المالية والتشغيلية الصحيحة لتكون قادر على تحقيق هدفك بدقة دون المراهنة على قوة امكانيتك المالية او التشغيلية فقط.

لا تخدع نفسك فلا نجاح بلا سعي وصبر.

إيّاك والسقوط

الفصل الثاني: إيّاك والسقوط

الثامن والعشرون من يناير، عام النُمو

“الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون هي نفسها الشعرة الفاصلة بين الفشل والنجاح”

مِرارًا وتكرارًا نصحتُ صديقي أن يتوقف عن تبذير المال في التكاليف التسويقية وتوكيله لمن هم أكثر خبرة في وسائل استثماره فالناتج الجزئي من الحصة السوقية الذي يحصل عليه بناء على قرارات تسويقية خاطئة هو نفسه الناتج العائد عليه مستقبلًا بخسائر كبيره فالعميل الدائم أولى من الزبون المتغيّر وقراءة ذلك تحتاج إلى متخصصين يقضون الكثير من الوقت ويقومون بكثير من التجارب والقراءات للوصول الى نتائج تتحول الى قرارات تسويقية صحيحة مع تجنب الوقوع في فخ الضمانات فكونها صحيحة لا يعني ذلك نجاحها بنسبة 90% لكنها ستكون قرارات سليمة تؤدي الى إصابة نسبة كبيرة من الهدف التسويقي.

ان اتخاذك أي قرار تسويقي بناء على رأي شخصي منك سيسبب لك الكثير من المتاعب ليس اليوم انما بعد عدة سنوات فالبناء على أساس مهترئ ليس لهُ ضمانات قد يسقط في أي لحظة والقفزات الكبيرة تحتاج إلى المزيد من الوقت لتكون أقرب للثبات من السقوط فإيّاك إيّاك والسقوط.

وفقنا الله وإياكم.

كي لا تُنسى

الفصل الثاني: كي لا تُنسى

الثاني عشر من يناير، عام النُمو

إننا ننسى كُل شيء إلا ما نحب ونكره، ننسى الحوادث العابرة، الأماكن العابرة، كًل شيء عدا الذكريات السعيدة والحزينة، نحن نعجز عن نسيان ما لامس مشاعرنا سلبًا كان أو إيجابًا

ذات مره كنتُ أقدم بعض الاستشارات لأحد أصدقائي حول حملة ترويجية يعمل عليها، استهدفت تلك الحملة كُل شيء إلا مشاعر الزبائن المستهدفين، حيث افتقرت لروح العلامة التجارية؛ فبادرته السؤال

-ما هو شعورك اتجاه الحملة؟

– حملة ممتازة عملت عليها بجهد.

-ما نظرتك لها كمستهلك وليس كبائع هل تشعر بشيء؟

-:…!!

غالبًا ما نجد الحملات الترويجية التي تقوم بها فئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة لا يبقى لها أي أثر بعد أن تنتهي وذلك لأنها تمتلك مقومات كل شيء إلا النجاح.

 فهدفها الأول والأخير رفع المبيعات لفترة وبعد ذلك (ربك يحلها.(

يجب ان نستهدف شيئًا آخر غير جيب الزبون، شيء أكبر وأهم يعطينا عائد بيعي دائم وعلاقة طويلة الأمد ألا وهو قلب الزبون.

لنستهدف مشاعره، رغباته، اهتماماته، أفراحه، أحزانه، إنها المدخل الرئيسي لعلاقة وطيدة بين العلامة التجارية والزبون، لكن؛ لا نغفل عن كونها سلاح ذو حدين إن أجدت التعامل معها نجحت وإن اسأت التعامل معها ستتكبد خسارة فادحة قد تؤدي إلى بدأ العداد التنازلي لنهاية وجود علامتك التجارية.

إن مشاعر ورغبات الزبون هي دافعه الأول للإستجابة إلى رسالتك التسويقية التي قضيت سنوات تعمل على تعزيزها، وعندما يحصل على تجربة مميزة سيختار أن يكون عميلًا دائمًا وربما مدافعًا وكل ذلك رهن الإجراءات التسويقية الصحيحة التي تتخذها أنت، والتي تتضمن التواصل النصي، والبصري، والسمعي مع الزبون، وإن اسأت استخدامها ستحصل لامحالة على ردة فعل سيئة تؤدي إلى تراجع نسبة كبيرة من الزبائن الراغبين بالحصول على منتجك للوصول إلى شعور معين يبحثون عنه.

عزز علاقتك بعملائك، تواصل معهم دائمًا، تعرف على اهتماماتهم ورغباتهم، وأخيراً اعمل على تحقيقها بشكل يتناسب مع تطلعاتهم دون الخلط بينها وبين ما تؤمن به كي لا تكون عابر فتُنسى.