كي لا تُنسى

الفصل الثاني: كي لا تُنسى

الثاني عشر من يناير، عام النُمو

إننا ننسى كُل شيء إلا ما نحب ونكره، ننسى الحوادث العابرة، الأماكن العابرة، كًل شيء عدا الذكريات السعيدة والحزينة، نحن نعجز عن نسيان ما لامس مشاعرنا سلبًا كان أو إيجابًا

ذات مره كنتُ أقدم بعض الاستشارات لأحد أصدقائي حول حملة ترويجية يعمل عليها، استهدفت تلك الحملة كُل شيء إلا مشاعر الزبائن المستهدفين، حيث افتقرت لروح العلامة التجارية؛ فبادرته السؤال

-ما هو شعورك اتجاه الحملة؟

– حملة ممتازة عملت عليها بجهد.

-ما نظرتك لها كمستهلك وليس كبائع هل تشعر بشيء؟

-:…!!

غالبًا ما نجد الحملات الترويجية التي تقوم بها فئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة لا يبقى لها أي أثر بعد أن تنتهي وذلك لأنها تمتلك مقومات كل شيء إلا النجاح.

 فهدفها الأول والأخير رفع المبيعات لفترة وبعد ذلك (ربك يحلها.(

يجب ان نستهدف شيئًا آخر غير جيب الزبون، شيء أكبر وأهم يعطينا عائد بيعي دائم وعلاقة طويلة الأمد ألا وهو قلب الزبون.

لنستهدف مشاعره، رغباته، اهتماماته، أفراحه، أحزانه، إنها المدخل الرئيسي لعلاقة وطيدة بين العلامة التجارية والزبون، لكن؛ لا نغفل عن كونها سلاح ذو حدين إن أجدت التعامل معها نجحت وإن اسأت التعامل معها ستتكبد خسارة فادحة قد تؤدي إلى بدأ العداد التنازلي لنهاية وجود علامتك التجارية.

إن مشاعر ورغبات الزبون هي دافعه الأول للإستجابة إلى رسالتك التسويقية التي قضيت سنوات تعمل على تعزيزها، وعندما يحصل على تجربة مميزة سيختار أن يكون عميلًا دائمًا وربما مدافعًا وكل ذلك رهن الإجراءات التسويقية الصحيحة التي تتخذها أنت، والتي تتضمن التواصل النصي، والبصري، والسمعي مع الزبون، وإن اسأت استخدامها ستحصل لامحالة على ردة فعل سيئة تؤدي إلى تراجع نسبة كبيرة من الزبائن الراغبين بالحصول على منتجك للوصول إلى شعور معين يبحثون عنه.

عزز علاقتك بعملائك، تواصل معهم دائمًا، تعرف على اهتماماتهم ورغباتهم، وأخيراً اعمل على تحقيقها بشكل يتناسب مع تطلعاتهم دون الخلط بينها وبين ما تؤمن به كي لا تكون عابر فتُنسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *