الفصل الأول: لا تتجرد من نفسك لتُنافس..
التاسع والعشرون من أكتوبر، عام كورونا
“لا يجدر بالمنافسة أن تجردك من نفسك لتكون انعكاس لمنافسيك.”
اعتدتُ في كل صباح الذهاب إلى أحد الأماكن التي أكرر زيارتها للعمل بها، واستفتح يومي بطلب كوب من القهوة أو المشروب المناسب لحالتي المزاجية حينها، هذا الصباح وعلى غير العادة التقيتُ بالصدفة بإحدى المستثمرات في قطاع الأغذية، وكانت تتصف بالخجل أو قد لا تكون خجولة بقدر ماهي كتومة جدًا حيث لا يكاد أحد يعرف من هي أو ما طبيعة عملها!
بعد التحية، بادرتني بالسؤال “لقد قرأت تغريدتك عن المنافسة، مالذي كنت ترمي إليه؟”
أجبتها “كنت أريد إيضاح فكرة أن المنافسة شبيهه بعلاقة الحب بين طرفين تبعُد بينهما المسافة وكل طرف يسعى لإبراز الجوانب المميزة لديه ليفرض وجوده في هذه العلاقة ويثبت اهتمامه باستمرارها” صمتت قليلًا ثم قالت: “لا أظن أنك أحسنت التشبيه فهذا أشبه بمنافسة طرف واحد لا أكثر بينما السوق مليء بالمنافسين”.
لم ينتهي الحوار عند ذلك الحد فلقد تعمقنا في الحديث عن المنافسة بشكل كبير وحللنا أبعادها ومن هم المنافسين بالفعل! أحب أن أبدأ صباحي بهذه الحوارات الشيقة فهي أشبه بتمارين رياضية للعقل (مالكم بالطويلة) إن اعتقادك بأن المنافسة تكمن في الإعلان عن العروض وقت انخفاض المبيعات، أو عمل مسابقات لزيادة عدد متابعي الحساب الخاص بك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو افتتاح فرع بالقرب من أحد منافسيك للحصول على حصته السوقية، يؤسفني إبلاغك بأنك تهدر وقتك و مالك ولا تستحق مكانك في السوق.
إن المنافسة لا تعني أن تكون مرآة منعكسة لمنافسيك، بل أن تكون ذاتك وتستمر في تحفيزك على العمل بجهد دائمًا وعلى حُب عميلك.
وأن تهتم به وتكون بجانبه دائماً وليس بالشكل المزعج بل بشكل مبرر، وتقدم له الهدايا بمناسبة أو بدون مناسبة، وأن تستمع إليه وتقدم له كل ما يحتاج (على قدر تقبله) دون المبالغة في تصرفاتك، وأخيرًا وليس آخراَ لا تقرر احتياج عميلك وأنت لم تتعلم بعد كيف تُحبه.
المنافسة حب وفي قطاع الأعمال الحب = أرباح.