الفصل الثالث: توازن لاتعطي أكثر أو أقل
السادس من ديسمبر، عام التصفية
رسالة:
“لقد قصرتُ كثيرًا في الكتابة هذا العام والعام الذي سبقه؛ لكوني غرقت في تجارب مهنية متنوعة ساهمت بتوفيق الله في تطوير مهاراتي بشكل ملحوظ.
كما أن هذين العامين تطلبا مني الكثير من التركيز، مما جعل رغبتي في الابتعاد عن الأضواء تتضاعف، وجعل الوقوف في الميدان لمواجهة هذه المرحلة أمرًا إلزامياً
حتى نغادر هذا العام ونكون أكثر كفاءة في العام القادم يجب ان نكون على علم:
أن التوازن في العطاء أمر ضروري جداً لاستدامة أي علاقة، لذلك عليك البدء بمراجعة حساباتك من الآن لتعمل بتوازن؛ لأن مبالغتك في تقديم كُل شيء في البداية هو سبب خسارتك في النهاية.
إن جُل مايفسد العلاقات الشخصية هو ارتفاع مقاييس الأداء، فكل طرف يبذل مجهوداً كبيراً لإثبات أنه الأكثر كفاءة وقدرة على إدارة العلاقة أو إنجاحها ، بينما في بعض الأوقات قد يمر بظروف استثنائية تجعله لا يستطيع أن يحقق 25٪ من توقعات الطرف الآخر، مما يؤثر سلباً على التقييم العام ويخلق تراكمات سلبية قد تكون سبباً رئيسياً في إنهاء هذه العلاقة.
و هذا مايحدث مع أصحاب العلامات التجارية التي تعمل على إبهار العميل منذ اليوم الأول، حيث ترفع سقف توقعاته إلى مستوى خدمة مميز، وجودة منتجات عالية جداً فوق الحد المعقول، وتغليف فاخر.
وبعد أن تبني له صرح التوقعات العالي، تفتح ناظره على مستوى جديد كلياً لم يكن يتوقعه.
و بعد فترة وجيزة تبدأ في رحلة البحث عن حلول لتقليل التكلفة، حيث أن حجم الطلب لايغطي التكلفة الإجمالية للتشغيل، وهذا بسبب عدة عوامل من أبرزها “عدم دراسة حاجة العميل بشكل صحيح منذ البدية”
إن دراسة حاجة العميل بشكل صحيح قبل البدء في أي خطوة، هي مفتاح بناء علاقة جيدة بمستوى جيد من التوقعات قابلة للتطور والتأثير على المدى البعيد.
في الختام:
أنت بحاجة إلى الانصات بشكل جيد إلى الطرف الآخر،
لتفهم تفاصيل احتياجاته ومدى قدرتك على تقديمها له، فلربما أنت تقدم له أكثر مما يحتاج وأكبر من قدرته على التحمل.