الفصل الأول: المحتوى الأجنبي.. النسخة العربية
السادس عشر من آب أغسطس، عام كورونا
يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: “ان العلم كثير والوقت قليل فينبغي أن يؤلف الإنسان في الجوانب التي تنقص الأمه”
يعتقد الكثيرين بأن المحتوى العربي ثري بالأمور الجديدة ومتجدد بشكل دائم بينما في الواقع ليس الا نسخ منقحه بشكل متكرر من النسخة الأجنبية أو من مؤلفات العرب الذين توقف التأليف عندهم، هذا ما جعلنا تقليديين وسبقنا الآخرون بعشرات السنين، قد كنا فيما سبق أهل الحضارة، وأصبحنا أهل التاريخ أصبحنا المحتوى التراثي الذي يرمم بين فينة وأخرى ليعرض من جديد في الموسم الجديد للمتحف.
هكذا هو حال محتوى التثقيف الذي تقدمه عن منتجاتك وخدماتك ليس إلا محتوى مكرر منقح من عبارات كتبها منافسك الذي اقتبسها من اعلان لشركة سويدية تبيع الأثاث ليضعها في اعلان شركته العربية التي تبيع الأثاث، اين هو منتجك من الإعلان؟
تلك العبارة التي تداولتموها لجلب العميل لكم ليست الا جمله تذكر عقله الباطن بالعلامة التجارية الأولى التي خاطبته بها، انها العبارة الأولى التي دخلت بها السوق لتعرف عن نفسك وكيف تريد ان يتذكرك الناس انها أسلوب خطابك الذي لا يخفى على الجميع، البعض يقلل من قيمة التسويق ويتردد في تكاليفه معتقدًا انه تحصيل حاصل او يصرف عليه القليل ويتوقع نتائج ضخمه معتمدًا على جودة المنتج مراهنًا على نجاح شركات أخرى تكبره ب عشرات السنين وتصرف مئات الألوف، بينما العكس عندما سيحصل على نسخة مكرره من اعلان كوكاكولا على شركته الوطنية ليذكر الناس بقلة قيمته مقارنة بها.
حتى هذا المقال ما هو الا نسخة من تهكم كل شخص يمتهن هذه المهنة.