الفصل الأول: الإعلان اليائس للمنتج الخامل
الرابع والعشرون من آب أغسطس، عام كورونا
في البداية أود أن أشكر كل من يقرأ ما أكتب ويبادر بنشره أو يراسلني برأيه.
عندما بدأت مشروعي الأول في العام 2011م ظننت ان مهاراتي وخبرة زميلي مهندس الحاسوب كافيه بالإضافة إلى العقد الذي ينتظرني مع احدى القطاعات الحكومية لإنشاء مركز مراقبة وتحكم لأحد المستودعات الجديدة، حينها لم يكن هناك إلزام كامل بالسجلات التجارية ولم يكن لدى الوزارة منصة إلكترونية لاستخراج السجل التجاري ورخصة البلدية في 180 ثانية، لنثني قليلًا على هذا التحول الذي قامت به وزارة التجارة في عام 2015.
أعتقد أنى اعرف جيدًا تلك الابتسامة التي رُسِمت على وجهك وانت تقرأ ثنائي عليها (ما علينا) أحسن النية، حتى أختصر الحديث عن الماضي لقد خسرت ذلك المشروع في اقل من عام لم يكن ذلك بسبب قلة خبرة المهندس أو ضعف جودة المنتجات بل ذلك بسبب عدم قراءتي الصحيحة للمشروع قراءة أرقام المبيعات بشكل خاطئ واستهداف فئة ضعيفة من العملاء، كانت مبيعاتي محصورة على نوع واحد من المنتجات وكنت استهدف فئه أخرى للمنتج الآخر بلغة خاطئة بدون أن أقوم بتحليل سبب ضعف الإقبال على المنتج الأخر حتى اخفاه الغبار، عندما ساء الحال قمت بمخاطبة العملاء بطريقة غريبة لم أستخدمها مسبقًا، أذكر بأني كتبت إعلان في ورقة ووضعتها على باب المحل ووزعتها على المحال المجاورة ونشرت صورة منها على فيس بوك وارسلتها إلى جهات الاتصال لدي كتبت فيها “يبدو أنك تحب أن تكون قريبًا جدًا من جهازك لتستخدم (ماوس) بسلك، جرب ان تبتعد قليلًا” ووضعت صورة (ماوس لاسلكي) لإحدى العلامات التجارية الموجودة لدينا، انتهى المخزون خلال اسبوع رغم اني استخدمت برنامج مشهور لإنشاء العروض التقديمية ولم أستخدم أي جرافيكس الا اني وصلت، لكن وصولي كان متأخرًا جدًا نظرًا لتراكم الديون على المشروع فكان الأولى ان اقضيها وانسحب من السوق رغم ان سعادتي بذلك الإجراء التسويقي الذي قمت به دون ان اشعر منتصرًا على كل الذين نظروا إلى ذلك الإعلان انه يائس.
ان المنتج الخامل ليس بالضرورة أن يكون سيئًا او غير مقبول لدى العملاء ربما تكون المشكلة في الطريقة التي تقرأ فيها مبيعاتك واللغة التي تستخدمها لاستهداف عملائك لقد قلت لك سابقًا ان محتوانا العربي فقير جدًا، والأفقر منه أولئك الفلاسفة اللذين يقرأون كتبًا مقتبسه من كتب معربة ليلقوا عليك محاضرة عن التسويق لتقوم بتطبيقها كالأعمى.
المعادلة بسيطة: وظف مختص يمتلك الخبرة، لكن أرجوك لا تبحث عنه بعد فوات الأوان.