الفصل الأول: هكذا اخترت عملي..
الثالث عشر من آب أغسطس، عام كورونا
منذ ولادتي وأنا أتأمل في الحياة وأتفكر في طُرقها وأتعجب من مواقفها ومُسبباتها سلبية كانت أم إيجابية، انتهيت من مرحلة التأمل عند سن السابعة من عمري، وبدأت بالبحث عن طريق قراءة الكتب والتعلم ووضع الفرضيات واختبار نتائجها; سعياٌ مني لمعرفة الحلول المناسبة عند مصادفة حدث مستقبلي ذا نتائج مشابهة برغم اختلاف معادلات الحياة، قفزت من تلك المرحلة في عمر الثانية عشرة فبدأت أسلك طريقي في العمل بدايةً من الصفر.
كانت محصلة البحث والفرضيات في المرحلتين السابقتين تؤكد وصولي إلى نتيجة واحدة وهي “العلم بالعمل واكتساب الخبرة على أرض الواقع يتفوق أهميةً على السرد النظري في العلوم الأكاديمية”.
أنا لا أجرؤ على التقليل من قيمة العلم ولكن; العلم بلا عمل ليس علماً بل إثماً على رقابنا. لذلك قررت أن أسلك طريق العلم بالعمل واكتساب الخبرة حتى وصلت إلى سن الواحدة والعشرون من عمري، حينها وجدت أن الخبرة بلا ثمار مرجوة تولد الفقر والتعاسة فصببتُ جُل تركيزي على المال حتى وصلت للثلاثين من عمري، فوجدت حينها أن المال يولد الاستهلاك كلما زاد فأصبح من الضروري تنميته والحصول على المزيد من الخبرة.
وهكذا هو التسويق يأخذك إليه عند دخولك إلى السوق في اليوم الأول منذ اللحظة الأولى وأثناء عرض المنتج الأول للعميل الأول هنا تبدأ رحلتك، يجب ان تحلل نظرته الأولى للمنتج، تعابير وجهه، العبارات الأولى التي ذكرها، اسئلته، عليك أن تدقق في كل تلك التفاصيل الصغيرة لتخبره بها من خلال منتجك، عليك ان تعلم ما إذا كان يشعر بالصداع !، هل هو منهمك بدراسته؟ هل لديه مناسبة يحتفل بها اليوم!، نعم عليك رفع سقف العلاقة بينكما لأعلى درجات الحب والوئام حتى تصل لمرحلة هل ينام سعيدًا أو حزينًا، فكر ملياً كيف تبادله تحية الصباح، متى تهديه هدية، متى موعد يوم ميلاده، نعم إنها ذات التفاصيل التي تتذمر شريكتك في الحياة لأنك غفلت عنها، ذات المناسبات التي أهملتها وذات الطلبات المتكررة التي تنسى أن تتفقدها باستمرار حتى فشلت العلاقة، وستفشل هنا أيضاً إذا لم تُفلح هذه المرة.